لم تصدق شين يانشياو ما يحدث أمامها ، كانت أعينها تهتز بكفر من ما ترى بينما فاضت دموعها بالفعل .
عضت ليو تشينغ روي شفتيها أثناء إقترابها من شين يانشياو .
و على الفور قامت بمسح دموعها ، إلا أن فعلتها هذه جعلت شين يانشياو تفلت مشاعرها و بدأت بالبكاء .
عانقت ليو تشينغ روي شين يانشياو ، و لوهلة بدا أن كونها أطول بقليل منها كان أمرًا جيدًا .
لأن ليو تشينغ روي ببساطة لم تتحمل رؤية شين يانشياو تبكي عليها هكذا .
قالت في نفسها ' لقد كنت باردة كل هذا الوقت ، لطالما قدرت وجود شين يانشياو و لين تشوجيو و مو تشينغ معي لكني لم أهتم بهم أو بمشاعرهم يومًا '
شعرت ليو تشينغ روي بتأنيب الضمير بسبب هذا ، لأنها كانت تظن أنها كانت الوحيدة التي تعاني متناسية الأشخاص اللذين حولها .
و لهذا السبب شعرت و كأن هناك شيئًا ثقيلًا للغاية على صدرها و حتى حلقها .
قامت بتمسيد شعر شين يانشياو الذهبي الناعم ، قالت بالكاد : أنا أسفة .
فجأة شعرت ليو تشينغ روي بلكمة قوية على بطنها ، و مع ذلك لم تكن اللكمة بتلك القوة لدرجة الألم .
سألت شين يانشياو ببعض الإنفعال و الحزن : أين كنت طوال هذا الوقت ؟
هل تعرفين مالذي شعرنا به عند موتك أمامنا بتلك الطريقة ؟
لماذا أردت لنا العيش جيدًا إذا كانت حياتك نفسها قمامة ؟
إستمرت اللكمات بضرب ليو تشينغ روي بعشوائية إلا أنها رفضت الإبتعاد عن شين يانشياو .
وجدت ليو تشينغ روي صعوبة أكبر في الحديث عند سماعها لأسئلة شين يانشياو .
لأنها داخليًا كانت تعرف الإجابة التي لن يتقبلها أي أحد .
و حتى بالنسبة لليو تشينغ روي أصبحت هذه الإجابة أمرًا مشكوكًا منه .
قالت ليو تشينغ روي في نفسها مجيبة على أسئلة شين يانشياو ' هذا لأنني ظننت أني الشخص الوحيد الذي يعيش ، يعاني و يتألم '
ففي البداية ظنت ليو تشينغ روي أنها بداخل رواية لعينة ، و الجميع كان شخصيات من كتاب .
شخصيات تعود بمجرد قلب الصفحات !
لكن الأن أدركت ليو تشينغ روي أن تفكيرها السابق كان مضحكًا للغاية ، هي حتى تظن أنها كانت تفكر بتلك الطريقة لتنسى تعاستها و إعتبرت نفسها أتعس شخص في العالم .
و مع ذلك لقد نست ليو تشينغ روي شيئًا واحدًا ألا و هو أن الجميع تعيس في هذا العالم .
الجميع يعتبر نفسه تعيسًا و بائسًا مهما كان نمط حياته .
أخذت ليو تشينغ روي وقتًا متأخرًا لإدراك هذا ، و لهذا هي تشعر بالذنب عند رؤيتها لشين يانشياو الأن .
لأنها أيضًا عانت في البداية ، و لا تعرف أيضًا الأشياء التي مرت بها لتصل إلى هذه المرحلة .
كل ما إستطاعت ليو تشينغ روي قوله هو أنا آسفة .
قالت شين يانشياو بإنفعال : لكن لماذا تعتذرين ؟
ماذا سأستفيد من ذلك ؟
هل تعرفين شعور تأنيب الضمير عندما مت هكذا ؟ لقد شعرنا نحن الثلاثة أنه كان خطأنا لأننا فشلنا في حمايتك .
لقد جعلتنا نندم على كلماتنا و لساننا الطويل .
تركت ليو تشينغ روي شين يانشياو من العناق ، نظرت إليها لبعض الوقت أثناء سماعها لأسئلتها و شعرت أيضًا بالذنب للحالة التي وصلت إليها .
و مع ذلك رفضت ليو تشينغ روي قول أي شيء حتى تنهي شين يانشياو قول كل ما عندها .
لأنها بالتأكيد ستشعر بالراحة عند إفراغ كل المشاعر التي تراكمت لسنوات و سنوات .
هدأت شين يانشياو بعد بعض الوقت و عادت إلى طبيعتها الهادئة .
نظرت إلى ليو تشينغ روي و قالت بهدوء : أسفة ، لقد إنفعلت كثيرًا .
بعد ذلك عادت إلى مقعدها على المكتب و قالت بنبرة رجل أعمال : هل هناك مهمة ترغبين بأن توكليها لنا ؟
فمن الأساس لم توجد شين يانشياو هنا في داخل هذا النفق للإستمتاع أو لراحة بل للعمل كونها رئيسة نقابة مرتزقة .
أجابت ليو تشينغ روي : أريد أن تكونوا حراسي مرة أخرى .
أريد منكم حمايتي .
نظرت شين يانشياو بغرابة إلى ليو تشينغ روي ، سألت : هل لهذا السبب عدتي ؟
أجابت ليو تشينغ روي : كنت سأعود عاجلًا أو آجلًا .
لم تكن صدفة أننا إلتقينا في البداية و بتأكيد سنظل نلتقي مهما كان الزمان و المكان .
نظرت شين يانشياو مطولًا إلى ليو تشينغ روي و بعد ذلك ضحكت بجفاء : لكننا لا نستطيع يا أميرة .
نحن لم نعد كما كنا من قبل .
سألت ليو تشينغ روي : هل تتكلمين عن لين تشوجيو ؟
لم تنتظر ليو تشينغ روي أن تجيب شين يانشياو عليها ، قالت : نعم ، أنا أعرف أنها بداخل الفاتيكان .
الغريب في الأمر أنك يا ساحرة الظلام و الدرع الأقوى أعداء للفاتيكان بينما صديقتكما تعتبر قديسة للفاتيكان .
لذا ، أظن أن لين تشوجيو ليست قديسة للفاتيكان كما يشاع في الخارج .
هل هي محتجزة هناك ؟
صمتت شين يانشياو ، و هذا ما أكد شكوك ليو تشينغ روي .
واصلت الكلام : كنت سأزور الفاتيكان على أي حال .
مازلت أعتبر لين تشوجيو من شعبي ، لذا لن أسمح بتواجدها في مكان آخر من دون موافقتي .
سأذهب لإستعادة لين تشوجيو من بين أيديهم ، هل تريدين الذهاب ؟
ضحكت شين يانشياو بسخرية على كلمات ليو تشينغ روي ، قالت : لقد أتيت متأخرة يا أميرة .
لين تشوجيو ماتت ، لم يعد هناك أي شخص تعرفينه بهذا الإسم بعد الأن .
نظرت ليو تشينغ روي إلى شين يانشياو ، قالت : لا أعرف ما ممرتم به ، لكني أعرف شيئًا واحدًا ألا و هو أن لين تشوجيو مازالت حية .
لا أعرف إن كانت بصحة جيدة أو سيئة ، كل ما أعرف أنها تتنفس و هذا يكفيني .
سألت شين يانشياو : لماذا أتيت يا أميرة ؟
لا ، لماذا تعطيني الأمل بعد أن بدأت أعتاد على ألم الفقدان ؟
لأن لين تشوجيو ماتت بين يداي ، و قد سمعت آخر أنفاسها و أمنياتها .
لا أريد أن أحظى بأمل زائف بعد الأن .
خيبت الأمل بعد الكثير من التوقعات ، ذلك هو الألم الحقيقي و أنا لا أريد أن أشعر به بعد الأن .
تقدمت ليو تشينغ روي إلى عند شين يانشياو و ضعت يدها فوق رأس الأخيرة ، قالت : أنا لا أقول أنها حية من عندي فقط ، بل أنا أشعر بها ، أستطيع الشعور بطاقتها حتى و لو كانت صغيرة للغاية .
و الطاقة التي أشعر بها ليست بذلك الصغر !
فور أن أنهت ليو تشينغ روي كلامها تحولت رؤية شين يانشياو إلى لا شيء و من بعدها بدأت تشعر بطاقات الناس من حولها على بعد ميل ، خمسين ميل ، ألف ميل .
حتى أنها شعرت بطاقات أشخاص تعرفهم ، و في الأخير شعرت بطاقة قوية و كبيرة .
لم تهتم بالطاقات الأخرى المتواجدة حولها بل ركزت على تلك الطاقة المؤلوفة التي لم تشعر بها منذ سنوات .
تمتمت : إنها هي حقًا ، لين تشوجيو ما تزال على قيد الحياة !
فقد يكون هناك أشخاص متشابهون إلى درجة التطابق ، لكن الطاقة هي الشيء الوحيد الذي من المستحيل أن تجد لها شبيه متطابق .
فحتى التوأم يكون لهما طاقات مختلفة .
بقيت شين يانشياو مع لين تشوجيو لسنوات و ستعرف بالتأكيد طاقتها .
لم تعرف شين يانشياو كيف تمكنت ليو تشينغ روي من فعل هذا ، لكن هذا لم يكن يهمها .
لأن ما دعته أملًا زائفًا منذ وقت ليس بطويل أصبح أملًا حقيقيًا .
نظرت ليو تشينغ روي إلى تعبير شين يانشياو ، سألت : هل ستأتين معي لزيارة الفاتيكان ؟
لن تكون رحلة عادية بالتأكيد .
أومأت شين يانشياو برأسها ، قالت : سأذهب ، لا بل كل نقابة وارلوكس ستذهب معك .
تنهدت ليو تشينغ روي براحة و من ثم سألت : هل مو تشينغ بصحة جيدة ؟
كيف حاله ؟
أجابت شين يانشياو مع إبتسامة خفيفة : هو بخير ، سيعود قريبًا من مهمته .
أراهن أنه سيبكي عندما يراك .
قالت ليو تشينغ روي مبتسمة : لقد بكيتي أنت أيضًا .
سألت شين يانشياو نفسها : هل فعلت ؟
لا في الواقع هذا لا يهم ، فربما أنت لا تعرفين هذا لكن ما يزال لديك أشخاص يبكون من أجلك .
أومأت ليو تشينغ روي برأسها ، قالت في نفسها ' هذا صحيح ، معها حق '
فقد تذكرت ليو تشينغ روي عائلة الكونت ، لا بل عائلتها الأن .
لقد ماتت على الهواء المباشر بتعبير أو بآخر لذا لا بد من أنهم رأو ذلك .
لا بد من أن هذا سيكون صعبًا عليهم رغم أن شياو تيانياو أخبرهم أنها ما تزال على قيد الحياة .
لكن حتى و لو كانوا يعرفون هذا ، ما زال سيكون صعبًا عليهم أن يكونوا طبيعيين .
فليو تشينغ روي تعرف في أعماق قلبها أن عائلتها تحبها ، لكنها لم تكن مستعدة لمبادلتهم ذلك الحب و بسبب هذا عزلت نفسها عنهم .
لو كانوا من عائلة نبيلة عادية فربما كانوا سينسون حتى وجود ليو تشينغ روي أو سيسعون لعزلها بأنفسهم وسط الكثير من المحظيات و الأبناء .
و لذلك كانت ليو تشينغ روي محظوظة لأنها ولدت في عائلة الكونت .
لأنهم بطريقة أو بأخرى حافظوا على إتزان عقلها ، و لم تعد تظن أنها وحيدة في هذا العالم .
قالت ليو تشينغ روي في نفسها ' أظن أنهم بكوا في ذلك اليوم .
لن أطيل الغياب كثيرًا على أي حال ، أرجوا أن لا ينسوني '
كانت أمنية ليو تشينغ روي سخيفة نوعًا ما ، لأنه لا يوجد أب أو أم ينسون إبنتهم و بالطبع لا يوجد أخ ينسى أخته .
" هاه "
تنهدت ليو تشينغ روي و قالت بعد ذلك : أخبريني بماذا جرى معكم .
كيف أصبحت لين تشوجيو محتجزة بالفاتيكان ؟ و كيف أنشئت نقابة وارلوكس ؟